افاد محللون لصحيفة "الرقيب" تابعوا عن كثب اعمال المكتب التنفيذي لحزب تقدم الذي توج باصدار بيان عام تضمن اتخاذ عدة قرارات، ان الاتجاه العام المسيطر على السلطة بالحزب بقياد
الرئيس محمد ولد مولود ومسانديه الرئيسيين من امثال محمد ولد اخليل ولو غورمو عبدول تعمد ان يفوت فرصة المصالحة مع قياديين في المكتب التنفيذي قاطعوا اجتماعه الاخير ابرزهم المصطفى ولد بدر الدين
الامين العام للحزب وكاديتا مالك جالو نائب الرئيس الرابع المكلف بالمنتخبين وحسن كي الأمين الوطني المكلف بالمالية ومحمد ولد إميجن الأمين الوطني المكلف بالعمال واشوي منت بلال الأمين الوطني المكلف بالحركة النسوية.
وراى هؤلاء المراقبون ان اجتماع المكتب التنفيذي قد اكد على الوضعية القائمة والمتمثلة في مواصلة الاستقطاب الحاد داخل هيئات الحزب بين الجناحين المتنافرين من دون ان يلوح في الافق حل ينقذ وحدة الحزب ويعيد له
دوره وتاثيره في الساحة السياسية.
وقد اثرت الانقسامات التي يعيشها الحزب والتي اثرت بشكل بالغ على نتائجه في الاستحقاقات البلدية والجهوية والتشريعية (0 بلديات و 3 نواب تم انتخابهم بالنسبية على أساس الباقي الاكبر) ونتيجة مرشحه والذي هو في نفس الوقت رئيسه ولد مولود والتي
بلغت 2.4% فقط رغم دعم حزب التكتل للمرشح، ويتوقع ان يتواصل تراجع اداء الحزب في ظل الظروف الحالية يعيشها.
واعتبر المحللون ان الصيغة التي وصف يها البيان الختامي للمكتب التنفيذي الوضع الداخلي للحزب وما يشهده من انقسام وتحميل مسؤوليته ولو بصفة ضمنية (لتصرفات تتناقض مع القواعد و المبادئ التنظيمية ) في اشارة المقصود بها جناح ولد بدر الدين توحي ان فصلا جديدا من الصراع قد بدأ بين الاخير وجناح ولد مولود الذي يبدو انه حسم امره وقرر طرد مناوئيه خارج الحزب من خلال ما اعلن عنه البيان الختامي من تكليف المكتب التنفيذي للجنة الدائمة بتطبيق النصوص التنظيمية من أجل تعزيز الروح الحزبية ووحدة العمل داخله وهو ما يفهم منه ان هناك قرار لطرد جناح بدر الدين على الطاولة للقضاء لاتهامه بانه يؤثر على روح الحزب ووحدة عمله حاليا عبر ما سلف ذكره من تصرفات منافي للقواعد والمبادئ التنظيمية.
وفي ظل الموقف الضعيف لجناح ولد بدر الدين حاليا حيث يتمتع بمساندة اقلية داخل كل من المكتب التنفيذي واللجنة الدائمة فانه لن يكون امامه تقبل قرارطرده بسهولة هو وجماعته اذا ما اقدمت على ذلك اللجنة الدائمة وسيكون مجبرا اذا تم ذلك على ان يلجا الى توظيف القضاء لابطال قرار طرده وذلك بهدف كسبه الوقت حتى انعقاد المؤتمر الرابع الذي تقرر نهاية شهر دجنبر القادم والذي سيكون الساحة التي سيتواجه فيها الجناحان بشراسة لانتزاع قيادة الحزب للفترة القادمة.
ويضيف المحللون ان المؤتمر الرابع سيكون بالاساس مواجهة مفتوحة بين الجناح المؤسس للفكرالماركسي ممثلا بولد بدر الدين وبين تلامذتهم من الجيل الثاني من الشباب الذي صار اليوم مجموعة من الكهول ممثلا في ولد مولود، كما انه سيكون على مستوى اخرصراعا بين الواقعية اليسارية لولد بدر الدين التي تريد التحالف مع النظام لتقوية نفوذها في ظل تراجع الفكر الثوري وبين المتمسكين بخط يساري متشدد ينتهج المعارضة والمغالبة ابدا لكل نظام من امثال ولد مولود وداعميه والعمل على الاستفادة ذلك بجني مكاسب سياسية انتخابية عبر تبني قضايا العمال والفلاحين والطلاب.