من عبد ضعيف عز له النصير إلي فخامة رئيس الجمهورية

اثنين, 22/04/2019 - 02:10

من عبد ضعيف عز له النصير 

                   *إلي*
فخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني
بعد حوار مع النفس ومراودتها لي لتثنيني عن مكاتبتكم  جاء الحكم بعد الاستخارة بالفصل وقطع الحوار
سيدي الرئيس إننا نهنئكم بمناسبة توليكم لأمر المسلمين بعد حصولكم علي ثقتهم الأمر الذي يولد في الأذهان مراجعة قصة العزيز عليه السلام حين قال(اجْعَلْنِى عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْض...ِ) ليحكم بأمر الله وينشر العدل بين الناس 
وأرجوا أن تكونوا أنتم كذالك  
فقد توليتم أمور المسلمين في هذا الظرفي الزمن الذي يحيط بالأمة الإسلامية من الأعداء ما لا يحصي فقد نشر الأعداء في ضعفاء العقول وجهلة الحكم ثقافة الإلحاد 
كما نشروا حب الدنيا  والرشوة في الحكم والغش في الأمانة 

                   ****
ثم إني أري فيكم أهلية للعدل والتربية 
فتمسك بالأصل الذي منه خرجت وفي ربوعه ترعرعت فربع تمت فيه تربية الأرواح حتي استقامت  على الصراط وتم لها السلوك ظاهرا وباطنا حري بصاحبه أن يكون قويا أمينا وقد تجلي ذالك في اختياركم الموفق إن شاء الله

  
بعد هذا كله أود أن أذكركم بالصبر على أداء الأمانة والحذر كل الحذر من كيد الاعداء الذين يتربصون بالإسلام والمسلمين 
ولست أهلا للنصح والتذكير
بيد أني لم أكتب هذه العبارات ليقال عني كيت وكيت بل أني رأيت أنه علي من عجز عن العمل لعلة ما أن لا يعجز عن القول وقد جعل الله نصيبنا من هذه الحياة أقوال تنير الطريق  للصنف الآخر 
لذا اخترت لكم قصصا من تاريخ الأمة فيها تزكية الأقوال الراشدة 
لما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز أتته الوفود فإذا فيهم وفد الحجاز فنظر إلى صبي صغير السن وقد أراد أن يتكلم فقال ليتكلم من هو أسن منك فإنه أحق بالكلام منك فقال الصبي يا امير المؤمنين لو كان القول كما تقول لكان في مجلسك هذا من هو أحق به منك قال صدقت فتكلم فقال يا أمير المؤمنين إنا قدمنا عليك من بلد نحمد الله الذي من علينا بك ما قدمنا عليك رغبة منا ولا رهبة منك أما عدم الرغبة فقد امنا بك في منازلنا وأما عدم الرهبة فقد أمنا جورك بعدلك فنحن وفد الشكر والسلام فقال له عمر رضـي الله عنه عظني يا غلام فقال يا أمير المؤمنين إن أناسا غرهم حلم الله وثناء الناس عليهم فلا تكن ممن يغره حلم الله وثناء الناس عليه فتزل قدمك وتكون من الذين قال الله فيهم ( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ) فنظر عمر في سن الغلام فإذا له اثنتا عشرة سنة فأنشدهم عمر رضي الله تعالى عنه 
( تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل ) 
( فإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عليه المحافل )

وحكي أن البادية قحطت في أيام هشام فقدمت عليه العرب فهابوا أن يكلموه وكان فيهم درواس ابن حبيب وهو ابن ست عشرة سنة له ذؤابة وعليه شملتان فوقعت عليه عين هشام فقال لحاجبه ما شاء أحد أن يدخل علي إلا دخل حتى الصبيان فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقا فقال يا أمير المؤمنين إن للكلام نشرا وطيا وإنه لا يعرف ما في طيه إلا بنشره فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته فأعجبه كلامه وقال له أنشره لله درك فقال يا أمير المؤمنين إنه اصابتنا سنون ثلاث سنة أذابت الشحم وسنة أكلت اللحم وسنة دقت العظم وفي أيديكم فضول مال فإن كانت لله ففرقوها على عباده وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم فإن الله يجزي المتصدقين فقال هشام ما ترك الغلام لنا في واحدة من الثلاث عذرا فأمر للبوادي بمائة ألف دينار وله بمائة ألف درهم ثم قال له ألك حاجة قال مالي حاجة في خاصة نفسي دون عامة المسلمين

أخوكم ومحبكم في الله
محمد المختار/محمديحي/ابي

رئيس رابطة التعليم وحماية المعوزين والبيئة / مقاطعة مكطع لحجار