يشهد كل من الطريقين الرابطين بين مقاطعة توجنين ومنطقة مدريد من جهة وبين مقاطعة الرياض ونفس المنطقة من دهة ثانية، اختناقات مرورية متفاقمة منذ ما يزيد على أسبوعين، أدت إلى تعذر انسيابية حركة السيارات الشخصية وسيارات الأجرة والباصات الاجتياز نحو قلب العاصمة أو نحو أجزائها الشمالية مثل لكصر وتيارت أو الغربية مثل تفرغ زينة.
وتعود المسؤولية في تعطيل حركة المرور والتي تبلغ أوجها في فترات الثامنة صباحا والثالثة ظهرا والسابعة وحتى العاشرة مساء، إلى تنفيذ مشروع تحسين انسيابية الحركة المرورية بنواكشوط الذي رصدت له الحكومة 28 مليار أوقية ويهدف لتأمين مسارات مختلفة على الطرق الرئيسية المتجهة من منعطف مدريد جنوبا وشرقا للسيارات والباصات والدراجات، وذلك في وقت لا يزال فيه أكبر دورا بالعاصمة وهو دوار مدريد مغلقا للاشتغال على إقامة جسر عليه منذ أكثر من عام.
ويظهر عند أبسط تمعن في الأزمة المرورية الحالية في المناطق المذكورة أن الجهات المشرفة على تنظيم حركة المرور لم تكلف نفسها إيجاد حلول بديلة لما خلقته بها من واقع بات يفسد وقت مرتادي الطرق المتجهة لمدريد من طلاب وموظفين وعمال وربات أسر، ويهدر بشكل غير مبرر موارد أصحاب السيارات ويخفض مردودية سيارات الأجرة، وذلك من قبيل الاشتغال على محور واحد حتى الانتهاء منه، أو القيام بالأِشغال في أوقات متأخرة من الليل.
ونحن في (الرقيب) نأمل أن تقوم السلطات وعلى عجل بمراجعة خطتها لتنفيذ الأِشغال المقررة على ضوء الملاحظات السابقة، لما في ذلك من حل لاشكالات خلقتها بعملها على أهم محاور المرور بشكل متزامن وفي أوقات الذروة، مع القيام بفتح نقاط أكثر في الجدار العازل الذي أقامته وسط كل طريق لتسهيل انسيابية الحركة طيلة الفترة التي تسبق انتهائه وتجربته.. وذلك حتى لا يشعر الناس بمفارقة مفادها تحويل مشروع الانسابية لمشروع عرقلة للمرور!.