حصلت صحيفة "الرقيب" على معلومات حصرية عن الجماعة السلفية التي نظمت وقفة احتجاجية بساحة الحرية يوم 3 أغسطس وطالبت الرئيس ـ في رسالة اعلنت تسليمها للرئاسة ـ عن تحكيم شرع الله معلنة الحكم بتكفير الدولة وحكامها ممن لا يطبقون شرع الله، وتقديم مجموعة من المطالب دعت الرئيس الجديد لتنفيذها واهمها الدعوة لسحب موريتانيا عضويتها من منظمات دولية ابرزها منظمة الامم المتحدة ومؤسسة النقد الدولي.
ويتولى قيادة الجماعة السلفية (التي تتخذ لنفسها علما شبيها بشعار داعش) المدعو احمد لفظل الذي يتخذ له اسما حركيا هو عمر عبد الله وهو شخصية متشددة نشطة على الفيسبوك بنشر الفيديوهات التي تكفر جميع من لا يتنبى اطروحاته التي هي استنساخ مطابق لفكر داعش ان لم يكن اكثر تشددا منه.
وقد اوضح تحقيق استقصائي "للرقيب" عن الجماعة السلفية الجديدة أن عمر عبد الله كان قد دشن حملة مكثفة لمدة شهر لحشد اكبر كم من الحضور لوقفته امام الرئاسة وركزت هذه الحملة على شعارات وخطب نشرها على صفحته بالفيسبوك، وكذا من خلال القاء الخطب في مساجد عديدة بينها ابن عباس ومسجد السمعة قرب سوق العاصمة مع مساجد كثيرة منتشرة في الحي الساكن والسبخة وعرفات وتوجنين، وقد اعلن زعيم الجماعة على صفحته في ختام انشطته التحضيرية عن استجابة 1300 عنصر للمشاركة في نشاط الجماعة، كما عمد الى بث الوقفة على الفيسبوك لتمكين المتعاطفين مع خطاب جماعته من مواكبة النشاطفي حالة تعذر حضورهم للنشاط. خصوصا اذا كانوا خارج نواكشوط او باي مكان في المعمورة.
ويتضح من الرسالة التي اعلنت الجماعة تسليمها لقصر الرئاسة انها حملت تهديدا مبطنا للنظام الجديد بتضمين اية قرانية تفيد ذلك حيث ختمت بالعبارة التالية " أيها الرئيس إن أبيت إلا الإعراض فاعلم أن ربك قال ، إن العذاب على من كذب وتولى".
ويرى مراقبون ان ظهور الجماعة السلفية الجديدة هي دلالة على استمرار وجود ارضية مواتية للفكر السلفي بين الشباب في موريتانيا رغم ملاحظة المراقبين محدودية التاثير الملاحظ للجماعة حتى الان حيث اقتصر حضور نشاطها الاول على 10 اشخاص مع ملاحظة ان الامر قابل للتطورفي اتجاه اخر كما هو الحال في كل التجارب المماثلة حيث تبدا الفكرة بشخص او نفر قليل وتنتهي بالالاف،
كما راى هؤلاء المراقبون ان التحضير الذي قامت به الجماعة لاطلاق انشطتها تزامنا مع تنصيب النظام الجديد يفهم منه السعي للدخول في مواجهة معه واعلان للحرب عليه، وهي مواجهة ينتظر ان تشهد تصعيدا من الطرفين خصوصا بعد اطلاق الجماعة لانشطة علنية وترحيب قائدها بالصدام مع النظام حيث اعلن اكثر من مرة عبر صفحته بالفيسبوك عن استعداده لمواجهة السجن والتعذيب على يد السلطات في سبيل ما يعتبرها "مبادئ سامية تستحق التضحية بالنفس والمال"!