انسحبت عناصر الشرطة المرابطة امام مركز تكوين العلماءالذي كان الرئيس عزيز قرر اغلاقه
في اجراءات اعتبرت حينها مغازلة للسعودية والامارات في حربهما ضد تنظيم الاخوان المسلمين ومستهدفة للشيخ الددو شملت الى جانب اغلاق المركز المذكور اغلاق
جامعة عبد الله بن ياسين التي هي مملوكة للشيخ.
وكانت ادارة المركز قد قامت اليوم بتشذيب الاشجار الموجودة في باحة المعهد دون ان تلقى اعتراضا
من قبل الشرطة التي راقبتها في صمت.
ولم يعرف ما اذا كانت الاجراءات الجديدة بسحب السلطات الموريتانية للشرطة من محيط المركز هي مجرد رسالة تهدئة لانصار التيار الاسلامي
لجعلهم يتجهون الى الضغط على نواب حزب تواصل للتصويت لحكومة الوزير الاول ولد الشيخ سيديا التي تبحث عن
منح الثقة لها من لدن البرلمان، أم ان الامر يجاوز ذلك لاقرار النظام الجديد توازنات جديدة لا تخص القوى السياسية المحلية بقدرما تخص التحالفات الاقليمية
ضد او مع التيار الاخواني والتي تقودها الامارات والسعودية من جهة وقطر وتركيا من جهة ثانية.
ويبقى الوقت مبكرا للجزم بحقيقة المواقف التي يتخذها نظام ولد الغزواني وذلك لاستبعاد فرضية ان يدخل في مواجهات او حسابات جانبية داخليا مع الاخوان أو خارجيا مع أو ضد حلفي السعودية او قطر وبما يعيق تثبيت اقدامه وتزيد من صعوبة الوضع الذي ورثه عن سلفه عزيز والذي يتميز بوضعية اقتصادية صعبة وبطالةمستشرية في صفوف الشباب.
ويرى المراقبون أن الوضعية المثلى للنظام الجديد حاليا هي في بناء موقف محايد قوامه توظيف الكثير من المرونة واللباقة ومع الجميع من قوى سياسية وتحالفات في الداخل والخارج (وهو ما بداه غزواني مع تهنئة المرشحين ضده في رئاسيت 2019وقواعدهم في خطاب التنصيب) ، وبما يفرض احيانا القيام باجراء ثم الرجوع عنه او العكس أي الرجوع عن اجراء (كما في حالة سحب الشرطة من امام المركز الان) ثم معاودته بطريقة اخرى حتى يرسي دعائمه ويوطد من اركانه بالحصول لحكومته على ثقة البرلمان ودعم الشعب وارساء اكبر دعم سياسي لها .