قراءة في دلالات المشاورات التي اجراها الرئيس غزواني مؤخرا مع فاعلين سياسيين(تحليل)

خميس, 12/09/2019 - 15:17

بدا الرئيس غزواني مشاورات موسعة مع ابرز داعميه خلال الايام القليلة الماضية شملت ابرز الكتل الداعمة له من خارج الاغلبية التقليدية، مع ابرز وجه تقليلدي معارض هو السيد احمد ولد داداه.

و  ضمت الكتل المتشاور معها احزابا كانت محسوبة على المعارضة والتي التحقت بالاغلبية الداعمة  لغزواني قبيل انتخابه (التحالف الشعبي برئاسة مسعود ـ التحاف التقدمي برئاسة ولد امين ـ وعادل برئاسة ولد الواقف) وقيادات منسحبة من المعارضة الراديكالية كولد لمات من التكتل وكوادر تيار راشدون من تواصل.

ولاحظ المراقبون ان الخطوة التي قام بها غزواني جاءت بعد ساعات  فقط من حصول حكومة ولد الشيخ سيديا على ثقة البرلمان السبت الماضي والذي يعني عمليا مباشرتها لمهامها والبدء في تطبيق البرنمج الانتخابي للرئيس غزواني الذي نجح على اساسه.

وينظر على نطاق واسع الى خطوة التشاور تلك بانها مساعدة في تهيئة الارضية لعمل الحكومة من خلال استمرار الرئيس في نزع فتيل مايمكن من عقد وحساسيات امام الحكومة بعد نجاحه في الحصول لها على تصويت استثنائي تجاوز الثلثين بصفتها اول ول حكومة في عهده وذلك من خلال استرضاء حزب upr والفاعلين فيه باجرءات من قبيل تعيين ولد اجاي وقبله منح عدد من الفاعلين فيه حقائب وزارية هامة شملت الامانة العامة لرئاسة الجمهورية ووزارة النفط والطاقة ووزارة الصيد ووزارة التعليم العالي التي اسند الى وزيرها مسؤولية الحديث باسم الحكومة وهو مايعني ضمنا تحميله مسؤولية الدفاع عن العشرية ومواجهة الانتقادات لها وهي خطوة كانت بالغة الذكاء من الرئيس غزواني لانه سيضمن بها ولاء اصحاب العشرية وحزبupr من جهة ويتخلص في نفس الوقت من مسؤولية الدفاع عن اخطاء لم ترتكب في عهدته.

وهكذا وبعد استرضاء اصحاب العشرية من فاعلين ونواب كان الدور على استرضاء الداعمين الاخرين الذين يلونهم في الاهمية في احزاب وشخصيات المعارضة السابقة بعد حرمانهم من قبله من التعيينات الوزارية، وهو الاسترضاء الذي ينتظر ان يتجسد اكثر في خطوات عملية ستتجسد في منح التشكيلات السياسية التي يحسبون عليها مناصب هامة كمستشارين لديه و امناء عامون ومستشرين لبعض الوزارات ومدراء لمؤسسات عامة او سفراء وولاة. 

في حين يتوقع ان يكون التشاور مع احمد ولد داداه جرى بالاساس حول  الخطوات والاليات المناسبة لاطلاق حوارسياسي كان الرئيس غزواني قد وعد به اكثر من مرة، وهوحوار ينتظر المراقبون   ان يفضي بعد سنة او سنة ونصف على الاكثر الى اجراء انتخابات سابقة لاوانها للبلديات والمجالس الجهوية والبرلمان، وفي هذا النطاق يتوقع ان يشرك التكتل ومؤسسة زعامة المعارضة في اللجنة المركزية للحوار المرتقب. 

 وعلى العموم يلاحظ المحللون ان الخطوات التي يقوم به غزواني منذ انتخابه الى الان هي خطوات مدروسة بعناية فائقة، حيث ان ارجاؤه التواصل مع داعميه في المعارضة التقليدية او منحهم حقائب وزارية  الى ما بعد تصويت البرلمان على البرنامج الانتخابي لوزيره الاول كان الهدف منه التفرغ لكسب ثقة upr والاغلبية المتحالفة معه وعدم استفزازهم لتلافي تكرير الصراع معهم في البرلمان كما فعل ولد الشيخ عبد الله حين استفزهم باشراك تواصل واتحاد قوى التقدم من المعارضة في الحكومة لتوسيع قاعدته في البرلمان وهو ما كلفه حينها فقدان كرسي الرئاسة، وهي دروس يبدو ان الرئيس غزواني قد استوعبها الى اقصى حد.، ويريد ان يستفيد منها في توطيد سلطته في هدوء ويسلاسة كبيرة.