اثارت العودة السريعة لمحمد ولد بوعماتو بعد ابطال القضاء لمذكرة اعتقال صدرت بحقه في عهد الرئيس السابق عزيز، اسئلة عن مبررات عودته وما يرمي من ورائها.
وبالنظر الى التصريحات التي صدرت عنه حتى الان والتي شملت رسالة خاطب بها الراي العام بالتزامن مع عودته وكلمة مقتضبة اثناء زيارة مؤسسته الخيرية لطب العيون، نجد ان الرجل ابتعد عن الخوض في ما ينوي القيام به مستقبلا من عمل وهل سيعود الى ممارسة نشاطه التجاري من موريتانيا او ينخرط في العمل السياسي ملقيا بكل ثقله الاجتماعي والمالي وبعلاقاته في الخارج في هذا الميدان.
وبتحليل مضامين وملابسات الكلميتن نجد ان الاولى ركزت على شكر الرئيس غزواني والقضاء على تمكينه من العودة لوطنه مع توجيه انتقادات جمة لنظام عزيز، فيما استبطنت كلمته لطاقم مؤسسته الخيرية انتقاد عزيز ايضا بشكرهم على عدم خوفهم(كررها خمس مرات) من نظام عزيز وعملهم بتفان طيلة غيبته لتاتي فلتة لسان وتكشف انه متشوق للكلام في السياسة حين قال وبدون سياق يقتصي ذلك( نحن السياسة لن نأتي على ذكرها هنا).
ويبقى من المبكر رصد مواقف الرجل وان كان يفهم انه جاء مستطلعا لاحوال موريتانيا ومبديا تعبه من الغربة، وبما يتوقع معه اجراءه لقاءات مع المسؤولين الرسميين من رئيس ورئيس وزراء وقادة احزاب معارضة وموالية قبل الاعراب عن الاتجاه الذي سيتجه اليه وهل هو صوب السياسة او صوب الاقتصاد.
وعموما تبقى ممارسة السياسة واتخاذ موقف المعارضة فيها يشكل ادمانا يصعب التخلص منه الا بتقديم امتيازات ضخمة لصاحبه تنسيه ذلك الشغف الذي يبقى يسيطر عليه ويملك عليه نفسه عقله، وهي مواقف علينا ان ننتظر الى حين (اشهرمعدودة) لنعرف ايها سيختار هذا الرجل الذي وخط الشيب رأسه وخاطر بكل مصالحه في موريتانيا ذات مرة وحتى باسرته(توفيت والدته دون ان يراها) من اجل موقف سياسي معارض..عاد منه وهو يصطحب بعض ابرز رموزه مملثين في مهندس اسقاط التعديلات الدستورية ولد غدة وابرز صحفي واشهر شاعر معارضين هما على التوالي باباه سيد عبد الله وولد لمزيدف.