تتواصل بهدوء منذ فترة مسيرة اعادة الاعتبار لضحايا العشرية والذين توزعوا على عديد المستويات، سياسيين
ورجال اعمل وفنانين وصحفيين وعمال عاديين فصلوا من عملهم على اساس خلاف شخصي.
فالنسبة للسياسيين تم تدشين مصالحة مع المعارضة التي كان يناصبها عزيز العداء ويستغل الفرص للتنكيل بها وتفكيكها
واضعاف احزابها، ومكنت تلك المصالحة من ارساء جو تفاهم وانسجام غير مسبوقين في تاريخ موريتانيا والمعارضة
منذ استقلال البلاد، حيث راينا رئاسة الجمهورية تفتح ابوابها لاستقبال زعامات المعارضة ومن مختلف التشكيلات وتستدعيهم
مكرمين لحضور الاحتفالات والفعاليات الرسمية من مهرجان مدن قديمة وذكرى استقلال وطني.
كما تمت مصالحة رجال الاعمال من خلال الغاء المتابعة القضائية في حق محمد ولد بوعماتو اشهر معارض من هذه المجموعة للنظام السابق،
واعادة عشرات المفصولين من اعمالهم، وترقية مجموعات من المغضوب عليهم في فترة العشرية لتولي مناصب قياية في مختلف المؤسسات.
واذا كان الخطوات التي قيم بها تعكس ارادة طيبة في انصاف ضحايا العشرية، فان من المهم ان تعرف السلطات ان الانصاف الحقيقي سيكون
في محاربة العقلية التي كان يتصرف بها عزيز والمقربين منه والتي تسببت في الطلم والاقصاء لكل هؤلاء الذين اعيد الاعتبار لهم.
ذلك اننا اذا لم نحارب تلك العقلية سنكون امام تكرير نفس التجربة ـ لا قدر الله ـ وانتاج ضحايا للنظام الجديد الذي نامل ان يفهم ان يركز
على اسباب الظلم وليس على ضحاياه، وفي هذا المقام يلزم ان تكون هناك نتائج ملموسة لما تظهره تقارير التفتيش لمحكمة الحسابات وللجنة البرلمانية
المشرفة على التحقيق في عديد ملفات الفساد خلال العشرية وذلك بعيدا عن منطق التشفي.