كورونا ..التجربة المريرة لنا ولغيرنا

أحد, 29/03/2020 - 12:45

نذهب منذ الامس (تاريخ الاعلان عن وقف التنقل بين ولايات الوطن) إلى الدخول في المراحل الصعبة من محنة كورونا التي دخل فيها العالم بغير معاد ولا استعداد 

مما سيؤثر على الاقتصاد والحياة العامة بشكل غير مسبوق، والى اجل غير معلوم أيضا.

وفي سبيل الكفاح في تحقيق اقل كلفة ممكنة من حيث الاصابات والوفيات سيفرض علينا الامر ان نتحمل تطبيق اقصى الاجراءات الممكنة والتي تم تجربتها في مجتمعات اخرى بنجاح،

والسعي الى مساعدة الناس (خصوصا المتضريرين من اغلاق المحلات وتوقف الانشطة) على انجاح النتائج المرجوة من الاجراءات المطبقة.

وعلينا في هذا المجال ان لا نفاجا بشئ وان نستعد ـ لاقدر الله ـ  نحن المواطنون وكذا السلطات لاسوا الظروف واحلك اللحظات مثل الحظر الشامل،والتعامل مع فرضيات ظهور الفيروس في اكثر من ولاية وخروج الامر عن السيطرة 

المخطط لها وما يلزم  علينا فعله في مثل تلك الحالات للتجهز له ومنذ الان  بما يمكن من عدة له، مع التخطيط لتوفير رصيد احتياطي من المعدات والطواقم لمجابهة حالات اقسى من ذلك عند حدوثها.

وعلينا ان لا نصرف ما يتوفر من امكانات في البداية  وبشكل عشوائي، وانما بشكل مرشد ياخذ بعين الاعتبار ان الجائحة قد تستمر لخمسة اشهر كاملة، وبالتالي توزيع الموارد  على طول هذه الفترة بين المتطلبات الاساسية

من اجهزة وقاية (والتي ينبغي التركيز عليها كاولوية قصوي من منطلق ان الوقاية خير من العلاج) واماكن حجز المشتبه بهم، وتنقل للطواقم الصحية والامنية، وصرف على المكونات الهشة لتشجيعها على الالتزام بالبقاء في بيوتها لاطول فترة ممكنة.

وسيبقى من المهم ان نخرج من هذه التجربة عند نهايتها بحكومة اكثر قربا من المواطن وبمواطن اكثر اعتزازا بوطنه، وببنية صحية وادارية وامنية افضل بكثير مما كانت عليه، وليكون الجميع (الحكومة والمواطن والبنى والمرافق) وعلى مواجهة مختلف التحديات المستقبلية

التي سنكون مرغمين على التفكير فيها ومنذ الان، وفي طليعتها كيف نعوض ما خسره اقتصادنا من خسائر خلال هذه المحنة,