دلالات تعيين محمد ولد بلال وزيرا اول(تحليل)

خميس, 06/08/2020 - 20:08

آثار تعيين المهندس محمد ولد بلال تساؤلات كثيرة عن الأسس التي تم عليها اختياره وزيرا اولا خلفا لإسماعيل ولد الشيخ سيديا الذي تم الاستغناء عنه بعد أن اكمل بالكاد سنة يتيمة على رأس اول حكومة في عهد الرئيس  محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتمثل وجه الاستغراب في انتماء ولد بلال لمدينة كرمسين التي تظل اصغر مقاطعة في ولاية اترارزة التي يمنحها العرف التمثيلي منصب الوزير الأول بحكم كونها اكبر ولاية من حيث الناخبين، ولأنها تمثل جهة (الكبلة) المعادلة لجهة (الشرق)التي تحسب عليها ولايات الحوضين و العصابة.
ويرى العارفون بالأمور أن مجموعة من العوامل رجحت كفة ولد بلال يبقى اهمها:
- السير على تقليد منح منصب الوزير الاول لمجموعة العرب السمر الوازنة في مواجهة تولي منصب الرئيس  من قبل العرب البيض.
- انتماء ولد بلال لولاية اترارزة المؤثرة انتخابيا والتي دعمت بقوة وصول غزواني لسدة الحكم.
- احترام تقليد تولي منصب الوزير الأول من قبل مهندس وهو عرف تم تأكيده بقوة في عهد ولد عبد العزيز وبداية حكم غزواني، وذلك بالاستمرار في الابتعاد عن منح هذا المنصب للقانونيين و الاقتصاديين وغيرهم واحتكاره لفئة المهندسين(وفق المقاربة التي تزكي التخصصات المهنية وتحط من التخصصات الادبية التي أخذ بها عزيز وارتبطت بالوزير سيد ولد سالم).
- محاولة غزواني موازنة الموقف بين المغرب والجزائر  من خلال إرسال رسالة اطمئنان للجزائر بتعيين ولد بلال  تؤكد حياد موريتانيا من الصراع والتنافس بين الجارتين، وكان ذلك طبعا  باختيار الوزير الأول من خريجي الجزائر نظرا لتخرج غزواني نفسه من المغرب.
- ناي غزواني بنفسه عن السقوط في صراع التنافس المحتدم بين مقاطعات اترارزة الكبرى(روصو - المذرذرة - بتلميت - ولد الناقة ) وذلك باختيار شخصية من خارج هذه المقاطعات لتمثيل ولاية اترارزة من خلال منصب الوزير الأول.

- التأكيد على الالتزام بمحاربة الفساد من خلال تعيين أطار نظيف وصاحب موقف مشهود من الصفقات المشبوهة حيث اشتهر ولد بلال بمعارضتها وكان ذلك سببا في اقالته من ادارة شركة صوملك بعد أن اختلف  مع لجنة الصفقات على طريقة اجازتها.وهو ما آثار غضب عزيز عليه فيما صنع منه  بطلا في عيون المعارضة واكسبه المصداقية والاحترام في الدوائر الإعلامية والشعبية.. 
- أستمرار الضغط لاحكام عزلة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بمغازلة أحد أبرز مسانديه المتبقين معه وهو بيجل ولد هميد، وهي رسالة تأكد وصولها بعد الموقف السريع لبيجل في الثناء على خطوة تعيين ولد بلال وزيرا اول ساعات قليلة بعد الإعلان عنه .