طرح الاستقبال الاخير للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لقيادات محسوبة على التيار الاسلامي أكثر من سؤال حول توقيته والغايات من ورائها.
فمن حيث التوقيت جاء في ظرفية شبه انفراج للازمة الخليجية القائمة منذ فترة بين قطر وكل من السعودية والامارات والبحرين من خلال الحديث عن مصالحة محتملة في اجتماع مرتقب لمجلس التعاون الخليجي ستحتضنة العربية السعودية.
كما ياتي الاستقبال في ظل الحراك الجاري لتطبيع دول عربية مع اسرائيل وهو الحراك الذي قادته الامارات والبحرين ثم لحقتها فيه كل من السودان والمغرب، وذلك وسط حديث عن امكانية تحصيل امتيازات للدول العربية التي تسبق اليه.
واذا كان التحفظ قد جرى من قبل القيادات المستقبلة عن المواضيع التي ناقشها الرئيس معهم فان التوقيت الذي كشف عنه الرئيس السابق لحزب تواصل محمد جميل منصور بانه مكث مع الرئيس ساعتين ونصف يفيد بان مواضيع تهم الرئيس اكثر من جميل منصور هي التي سمحت للرئيس ان يقتطع من وقته كل ذلك الزمن للحديث مع قيادي اسلامي اصبح على الهامش منذ انتخاب رئيس محله على راس تواصل قبل سنتين.
وعموما يظل من المرجح ان يكون الرئيس قد سعى الى معرفة موقف قيادات اسلامية في الدور الذي سيكون للاحزاب الاسلامية بعد اجراء المصالحة الخليجية. وموقفها من التطبيع الجاري بين عدد من الدول العربية واسرائيل وما ينبغي لموريتانيا اتخاذه من مواقف تجاه.
كما يمكن ان يكون الامر يتعلق بمحاولة السلطة لاقامة جناح اسلامي موالي لها يحد من نفوذ وكازرزما حزب تواصل الذي يمثل القوة الابرز للمعارضة في البرلمان والمشهد السياسي.
في حين يمكن الذهاب الى فرضية اخرى وهي تكليف الرئيس غزواني من قبل بعض الدول الخليجية بحمل رسالة الى التنظيم الدولي للاخوان المسلمين تم اختيار جميل منصور للقيام بها، وهي فرضية يرجحها الوقت الذي استغرقه لقاء الرئيس به والذي لا بد ان يكون للتباحث في مسائل هامة وذات طبيعة خلافية تقتضي الاخذ والرد والنظر في وجوه مختلفة لاي اقتراح او مبادرة.
وعلى العموم يعتقد ان لقاء الرئيس الاخير مع محمد جميل منصور مثل الجانب الابرز في اتصال الرئيس بمجمل القيادات الاسلامية منذ وصوله الى السلطة، وبما يبقى معه استقبال النائبة سعداني منت خيطور مجرد تغطية وتمويه على الهدف الرئيسي من اللقاء وغاياته الحقيقية والتي تبقى الى الان غير معروفة حيث ان تصريحات جميل منصور عنها زادتها ابهاما اكثر مما شرحت ملابساتها وغاياتها حيث اقتصرت على الاشادة باللقاء وحددت مدته الزمنية الطويلة نسبيا في العرف الرئاسي لاستقبالات مجاملة!.