يلاحظ انه مع الإعلان عن تشكلة اللجنة المسيرة لصندوق دعم الصحافة المستقلة كل سنة يحدث حراك مفاجئ في المشهد الإعلامي، حيث يتضاعف بصورة لافتة اعداد الصحف في الاكشاك، فيما تعود مواقع وحتى قنوات تلفزيونية إلى الظهور أو التحسين من مادتها المنتجة بغية تحسين صورتها أمام أعضاء اللجنة المذكورة.
كما يبقى من الملاحظ أن وسائل الاعلام التي كانت متعطلة والتي تاخذ نفسا مع اقتراب توزيع مخصصات صندوق الصحافة المستقلة، تستخدم ها الاسلوب فقط بصورة آنية، حيث يلاحظ عودتها في اغلبها وحتى مجملها في بعض الاحيان الى بياتها الشتوي بمجرد الإعلان عن وصول تحويلات الصندوق الى حسابات المستفيدة من الدعم، حيث يظل جوهر العملية التي يمارسها القائمون على المؤسسات (الصندوقية) بذل جهد ظرفي لتحصيل مبالغ معينة من الصندوق تتمثل أفضل استفادة شخصية منها بعد التحصل عليها في وقف أي انفاق منها على غير المنافع الشخصية وبالتالي ضرورة العودة الفورية الى تعليق مجمل انشطتهم .
ولا بد ان تنتبه اللجنة الموقرة المشرفة على الصندوق الى ابعاد هذه الظاهرة وما ينتج عنها من تمييع للحقل الاعلامي من خلال مزاحمة لمؤسسات غير جادة لمؤسسات جادة اخرى تستمر طوال العام من دون انتظار لمنح الصندوق. والى ما يمكن ان تستاثر به المؤسسات الظرفية من مخصصات الصندوق والتي تذهب فقط الى جيوب القائمين عليها، وبما يعني في الحقيقة اهدار نسبة من مخصصات الصندوق لتشجيع أنشطة وهمية لمؤسسات صحفية (زائفة).
كما يلزم على اللجنة أيضا في المقابل تشجيع المادة المنتجة من قبل المؤسسات الإعلامية وإعطائها الصدارة في التنقيط، حيث أن قدرة المؤسسات الإعلامية وطواقمها تظل متفاوتة في إنتاج محتوى جاد ومنوع يستفيد منه القارئ أو المشاهد، ويفيد في تطوير التجربة الإعلامية في أكثر من مجال وحقل.