خلط بين المحاماة والسياسة..وهي الخلطة التي دشنها بشكل مذهل آب الامة المختار ولد داداده والذي يشترك مع ولد محم ايضا في الانتماء الى نفس المدينة وربما نفس الثقافة وكذا الاستظلال بمظلة نفس القبيل.
لا نعرف اذا كان في لا وعيه يسكن ظل و شبح الاب المؤسس من خلال صورته الطاغية وكارزما اسرة لمن يحاوره وبعد نظر وفصاحة بيان لا تتوفر لغيره ممن شاركوه في لعبة الكتيبة ومسار العشرية.
موقفان كانا وراء تقديم الرجل للرأي العام، احدهما محاماته عن فرسان التغيير وإغضابه للقاضي مناوئا بذلك رئيسا ينتمي معه لنفس القبيل والذي أمر بتوقيفه وسجنه، وهو نفس الدور الذي سيعيد تمثيله بعيده الشيخ محمد ولد غده مع ابن عمه الرئيس عزيز ليصنع من نفسه بذلك بطلا في عيون المعارضة، ويعيد ايضا خطوة قيادة الشيوخ على عزيز كما قام ولد محمد نواب الجمعية الوطنية ضد سيد ولد الشيخ عبد الله.
والموقف الثاني حين استطاع ان يفوز على احمد ولد سيد بابه (قريبه) في معقل نفوذه، بعد ان تمكن من استمالة اهل عبد الله لدعمه ووظف ورقة دعم المجلس العسكري له بحذاقة.
بعدها سيكتب له التاريخ انه سيصبح رئيس ما عرف بكتيبة البرلمانيين.، كما سيتولى مسؤوليات خطيرة في الحزب والدولة سينجح فيها جميعا نجاحا باهرا، حيث قاد حزبه في تحدي الانتساب والانتخابات فتدخل حيث ينبغي ان يتدخل واحجم حيث اراد ان يحجم حتى لا يفسح المجال للمعارضة خصوصا الإسلاميين للاستفادة من معارك الحزب.
لاحقا كشف لنا عن قدرة كبيرة على الارتماء لا تظن بمثله وعلى مزاج حاد ومبالغة في المواقف في الانتصار لا تظن بمثله، اظهرها مع الرئيس سيدي في وجه المعارضة، كما اظهرها في وجه الانتصار والمعاداة معا مع الرئيس عزيز فقد مدحه نثرا وقرانا كما لم يمدح المتنبي شعرا سيف الدولة، وقد هجاه واقذع في هجائه والتبرؤ منه كما لم يفعل المتنبي ذلك مع كافور.
ووحده ولد محم كان استثناءا فقد نحى ليجعل من الوزارة مغازلة للصحفيين اكثر من الادباء، لذلك جلبهم من الخارج اليها ليعملوا مكلفين بمهام ومستشارين، ومعه غابت الوزارة عن الثقافة حيث طغت عليها مهمة الناطق الرسمي.. التي جرى اخنطافها من وزارة الاتصال فجاة حيثاعطيت لها مع اول تعديل في الحكم الجديد.
عموما يبقى محم سياسيا يفرض احترامه وهو يتحدث ووقورا اكثر حين يتحدث عن نفسه ويحاجج بكل بلاغة عن نظافة يده ويتحدى على ذلك المشاغبين و(الافاكين) من المدونين الذي يعلم علم اليقين ـ كما غيره ـ انه لا يمكن ان يردهم عن التشهير به في مجال كذلك الا العجز عن تحصيل دليل او عدم الوقوف على شبهة .