جمع في شخصه ما لم يجمعه احد من قبل فيه: فقد تحول من يساري راديكالي الى وجيه اجتماعي، ككما انتقل من معارض مناوئ للسلطة لا يستريح جمله في العافية وهو شاب ويافع وكهل الى متملق ومساند عاض بالنواجذ على مكاسبها وهو شيخ، ومن صعلوك مفلس تحاصره الديون الى متقلب في نعيم امتيازات المناصب السياسية والانتخابية والمجالس الاستشارية برتبة وزير.
تزوج قضية الأرقاء السابقين في موريتانيا أو لنقل انها هي من تزوجته، حيث وجدت فيه كل مقومات الزوج المثالي لها الذي تطلبه، حماسة منقطعة النظير، وعاطفة جياشة تغلبه بالبكاء عند كل حديث او استذكار، وحضور فاعل في كسب الأعضاء والرفاق ومن قدرة على إقناع واختراق القواعد الشعبية التي لا تتمتع بأبسط ثقافة .
اشتهر عنه انه خبير في عقد التحالفات وفي القدرة على التفاوض، لذا كان يؤمن لنفسه دوما مكانة جيدة في أي اطار يدخله ويكسب أي منازلة سياسية يخوضها، فعل ذلك مع تاسيس حركة الحر ومع تاسيس افديك ومع الدخول في اتحاد قوى الديمقراطية عهد جديد، كما فعله مع الاطار الخاص لحركة الحر حزب "العمل من اجل التغيير".
لاحقا أمن لنفسه موقعا خاصا بين الساسة حين قرر الانفصال عن اتحاد قوى الديمقراطية / عهد جديد، فصنع لنفسه حزبا على مقاسه (العمل من اجل التغيير)، وبمهارة تحول الى ناصري او جعل الناصريين يحتمون بظله وتوجونه زعيما(قوميا)، فقد استفادوا معه في صفقة حزب التحالف اكثر مما استفاد منهم.
احب بعدها الاضواء والمناصب، فجعل السياسة لعبة مقايضة للمواقف، وهو ما كسب به رئاسة البرلمان ووزر به بعض الرفاق مع سيد ولد الشيخ عبد الله، ثم ادمن على المناورة بعد ذلك لتحقيق مصالح شخصية، فعل ذلك بالترشح للرئاسيات اكثر من مرة مما جلب له مساعدات من رجال اعمال بارزين، ثم ناور مع عزيز وطلق المعارضة طلاقا بائنا ليجد مؤسسة على مقاس الامتيازات تمثلت في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي ما زال يجهد للمحافظة عليه بين يديه.