أعتقد أن أكثر الناس تفاءلا لا يمكن إلا أن يشعر بشيء من التشاءم أمام سرعة تضخم المشكلات القاتلة التي تهدد الوطن في سلامته واستمرار وجوده !! إن الخطر لا يكمن في حجم المشكلات التي نعيش ولا حقيقة تهديدها الوجودي للوطن وإنما يكمن في الجهل العام أو التجاهل الذي يجعل المثقفين و الطيف السياسي في البلد و السلطة والمعارضة وغيرهما لايهتمون أو لا يدركون أو ل ايرون إلحاح الإسراع في بدئ علاج مشكلاتنا القاتلة ولا يعيرونها اهتماما ولا يأخذون المخاطر المتأتية عن استمرارها دون علاج !!؟
إن استمرار عدم المساوات الكاملة بين الفئات المكونة للنسيج الوطني يستمر يشكل مرضا سرطانيا ينهك جسم الكيان ولا يمكن استمراره دون أن يؤدي للوفاة!! ؟
فالحراطين بنوعياتهم المختلفة لايتمتعون بالمكانة التي يتمتع بها إخوتهم ذوو البشرة الأوضح الذين يسمون بظان والذين كانوا يمارسون استرقاق اسلاف الاحراطين !!
وإن عدم تمتع الاحراطين بمكانتهم المساوية لمكانة إخوتهم من المكون العربي يستحيل التفكير من طرف عاقل بإمكانية استمراره ..إن عدم تمتع الاحراطين بمكانتهم الأجتماعية تترافق في نفس الوقت وتأخرهم الكبير في المساواة في الفرص والتملك للأرض وهناك نقص في مشاركتهم في التعليم بمستوياته المختلفة ومشاركتهم بالمستوى المناسب في القطاع المالي بنوك و تكوين مؤسسات !!!
مع وجود كل ما ذكرنا ترى المثقفين من كل الاتجاهات في آخر درجة من الاطمئنان والأرتياح إلى الحالة التي نعيش !؟ ونراهم جميعا يتحدثون عن السياسة بكل جوانبها ويهتمون بالسلطة وشروط التناوب عليها بسلمية وديمقراطية ..ويتحدثون عن السياسات الاقتصادية والعلاقات الخارجية يتبارون في مدح القادة الأحياء والأموات و يهتمون بقضية الصحراء وعلاقات المغرب والجزائر ،ومختلف مشاكل إفريقيا والسوق المشتركة الجديدة ..كل شيء يهمهم أكثر من الحال الذي يهدد وجودنا واستمرارنا إن ما هو أهم لنا وأخطر تأثيرا على حاضرنا وعلى مستقبلنا الذي يتوقف الأمل فيه على ما سنقوم به في مجال معالجة عدم المساواة وعدم الوحدة وعدم العدالة التي تسود واقعنا.. أما غير ذلك فتاتي أهميته مهما كانت في مستوى متأخر كثيرا!! ،
هل رأى أحد مثقفا من أي اتجاه سياسي في المجتمع العربي يعمل لإنهاء الترفع السائد في هذه الفئة عن كثير من الأعمال؟ أليس قبول ترفع " البظان" على بعض الأعمال اعتقادا منهم لتميزهم عن إخوتهم من الاحراطين الذين يمارسون تلك الأعمال بطيب خاطر؟!! أرأيتم قادة سياسيين يعملون لإنهاء التفاوت في القيمة بين المجموعتين من مكون العرب داخل المجتمعات القبلية ؟ ارأيتم خطب صريحة في المساجد وفي النوادي الدينية والسياسية تطرح الأمور بوضوح وصراحة؟!! هل أعلنت الدولة رسميا من طرف قادتها وعبر وسائط إعلامها مواقف تدين الماضي وتطلب توجها جديدا واضح وصريحا ومفصلا؟؟
إن مجتمعنا لم يبدأ علاج مشكلة مخلفات الرق لأن الجميع لم يدركوا الخطورة التي ينطوي عليها استمرار هذا المرض السرطاني الذي يحمله جسم الوطن والذي يتطور و يتفاقم بسبب ضعف وعينا جميعا سلطات وطيف سياسي ومثقفين ،إذا لم نلتفت إلى هذا الموضوع فسنجد انفسنا عاجزين عن علاجه بسبب تراكم المشكلات وتعقدها .
من يعتقد أن المسألة يفيد فيها المهدئات والرشاوي واحتواء بعض النشطاء فهو واهم !! ومن يعتقد أن التطور البطيئ كفيل بحل المشكلات لا يدرك دينا ميكية الحراك الداخلي وتطور المواقف ..إن الوضع لايسمح بمواقف متأنية وخطط وبرامج طويلة المدى فقط!! إن الوضع ملح ومستعجل وكل تأخر يضيف مشكلات جديدة وصعوبات جديدة وعناصر "مستعجلة جديدة" خوف أن قول متطرفة لأن من يطالب بالعدالة لا أستطيع تسميته متطرف إن المتطرف هو الذي يريد المحافظة على امتيازات لايستحقها من يرى الحالة التي يعيشها مجتمعنا جزء من الشعب يعمل كل شيء وجزء يتمتع بنتائج الإنجاز أيمكن أن يستمر مثل هذ الذي لايوجد إلا عندنا؟ وهل يمكن أن يكون آلاف العلماء والأدباء والشعراء وأنواع المثقفين قضاة وصحافيين ضباط وأطباء أساتذة ومعلمين وأنواع المتعلمين ، كل هؤلاء لايدركون خطورة واقعنا ولايهمهم تطورات الأمور؟؟،
إن اعتقاد النظام أن البدأ ببعض الخطوات وإنشاء بعض الصناديق ( تآزر) وغيرها يفيد الوضع أو يدشن مسارا يفضي لحله غير صحيح لكن الذي جعل النظام يرى الأمور قابلة للحل بهذه الخطوات بسبب الموقف العام الذي يسود كل الأوساط إن قبول الجميع لهذا الوضع يجعل السلطات بخطواتها التي اتخذت متقدمة كثيرا على الكثير من الرأي العام.
خلاصة:
إننا مالم نبدأ بسرعة خطوات جادة لعلاج مخلفات الرق فإننا نعرض بلدنا للتفتت والتلاشي نحتاج موقفا وهيئة وطنية وسياسات في كل القطاعات وفي كل القبائل وكل التجمعات واشتراك العلماء والخطباء و وسائل الإعلام كلها نحتاج خططا ورجال متميزين يشرفون على تطبيق تلك الخطط في المجتمع أفقيا وعموديا في التعليم ،في قطاع العقارات، في القضاء، في الوظيفة العمومية في القطاعات المالية ...نحتاج جهدا كبيرا لتغيير العقليات
نشترك فيه جميعا ،كل ذلك نحتاجه لنوقف التدهور الشديد على
ونحتاج أن نراعي وضع فئة" لِمْعَلْمِين" " و"إيغاون"وماتعاني الفىتين من نظرة دونية بلامعنى وبلا مبرر. .ونحتاج علاجا لماضي السياسات الخاطئة التي خلفت إرثا إنسانيا ثقيلا يحتاج البلد علاجا يبرؤ تلك الجراح ولايمكن ذلك إلا بو ضع تلك الأمور على الطاولة وبحثها باستفاضة واتخاذ مايلزم لعلاجها وطي ملفها إلى الأبد !!!!
كل هذه الأمور نحتاجها ونحتاج جعلها قبل كل شيء وفوق كل شيء ونخصص لها كل شيء حتى يمكن أن نستعيد الأمل فهل مايزال عندنا أمل؟؟!!!!