ملامح لا تخطئها العين.. قدت من العزم والاصرار ,, من ابرز سماتها.. وجه مشرب بالحمرة.. وشارب خفيف ونظارات سوداء تذكر بشخصية عصامية من طرازه هي شخصية طه حسين عميد الادب العربي..ذلك هو عميد الفكر السياسي بلا منازع في موريتانيا الذي قضى قبل يوم .. الاستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل.
استطاع ان يلبس بجدارة تاج الفكر وان يتوج نفسه حكيما حتى وان ابى الرفاق أو الوطن الاعتراف له بذلك.ا
في البدء كانت الدراسة في الكتاتيب ثم المدرسة الفرنسية.. ثم الجامعة بباريس.. وهناك كان القدر يهيء للتغير فكري جذري سيغير مسار حياة الشاب القادم من الريف. حيث سيسكر بخمرة القومية
العربية اكثر مما ستغويه خمور باريس وليبراليتها واشتراكيتها.
في فرنسا وبالذات في عاصمة الاضواء والثقافة والعطور سيلتقي ابريد الليل باهم شخصيتين قوميتين عربيتين (عفلق والبيطار)سيقدر لفكرهما ان ان يحكم اكثر من اقليم عربي واحد ويمتد اشعاعه الى مجمل البلدان لعربية تقريبا حيث سيتاسس بكل منها جناح لحزب البعث.
شارك الشاب الرجلين في بضاعتهما (البعث)وعاد ليسوقها في بلاده، فالتف حوله رفاق وبايعوه على ان يشاركوه في الامر.
على مدى ستين سنة لعب لعبة السياسة بمجمل قوانينها التي كان يفتتن بها اي افتتان.. انشا الخلايا السرية - ناور لفرض مكان معتبر لتنظيم البعث في النقابات الطلابية والعمالية، ,,فاوض الانقلابيين فكان شريكا وداعا ,, وحاول مع رفاقة المدنيين اقامة جناح عسكري (المثنى بن حارثة) ليخطف السلطة دون ان يكتب لهم كبير توفيق في ذلك.
ارتبط اسمه بالتيار الناصري في موريتانيا حتى أصبح علما عليه.
لاحقا سيكون ولد ابريد الليل أبرز قارئ ومحلل للتحولات العميقة التي يعيشها المجتمع، حيث سيشارك في صناعة تحدي(هيداله)2003 و(سيدي محمد ولد وببكر) 2018 للرئيس الجالس في السلطة.يعيشها المجتمع،
وعلى مدى عمره السياسي المديد سيناور الممسكين بالسلطة ليكون قريبا في آن وبعيدا منها حينا اخر.. لذا سيعرف حينا السجن والمعتقلات وفي حين كرسي الوزارة ولقب المدير!!!
وحده ادمانه على السياسة لن ينفع في جعله يدخل العهد الديمقراطي وان ابلى في ذلك بعض البلاء المتواضع (حزب الطليعة ـ التحالف مع المرشح للرئاسة هيداله التحالف مع المرشح سيد محمد ولد بوبكر) كما كان مسيطرا وقويا في عهد الحركات السرية حيث كان يحسب له الف حساب.
آخر ما ختم به تجربته السياسية النابضة لبسه لثوب الداعم للسلطة (بالاعلان عن دعم مشروع الرئيس غزواني بعد نجاحه) وذلك بعد ان عارضه وصوت ضده في الانتخابات السابقة.
ولد ابريد في تجربته الخاصة يظل يجمع في شخصيته أكبر من بعد ..فهناك الكاتب الحصيف الذي لا يشق له غبار في الكتابة
وهناك المحلل والمنظر الذي يعرف كيف يغوص في دقائق السياسة ويكشف كنه أسرارها عقدها.
وهناك السايسي الذي يعرف كيف يحافظ على مسافة من السلطة حين يريد هولا لا حين تريد هي.
تجربة الزنازن والمعتقلات اورثت الرجل قدرة خاصة على الاستقلالية في القرار والقدرة على تحمل نتائج ما يتخذ م نقرارات مهما كانت العواقب لها كرسي وتعيين أو سجن وتنكيل!!.
رحم الله ولد ابريدالليل فقد شغل النخبة الموريتانية حيا.. كما سيشغلها ميتا لعقود.