المحتوى المرئي في رمضان ثغرات ونواقص/ محمد عبد الله امهادي

اثنين, 03/05/2021 - 00:15

على الرغم من مرور أزيد من عقد على إصدار القانون 2010/045 القاضي تحرير الفضاء السمعي البصري، ومع وجود عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية وبروز كم هائل من الإعلام الرقمي الموازي المتمثل أساسا في منصات التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ظل أداء الإعلام المرئي محليا في مجلمه دون المستوى المطلوب في عالم يوجهه الإعلام.

 وفي شهر رمضان المبارك تستقطب الشاشة المشاهد الموريتاني كغيره من شعوب العالم ليتفاجأ بالكم الهائل الموسمي المتاح عربيا وعالميا من دراما اجتماعية وتاريخية وكوميديا ترفيهية ومجالا متعددة، في حين يتضح أن ما ينتجه الإعلام المحلي بشقيه التلفزيوني والرقمي لا زال عاجزا عن جذب المشاهد الموريتاني بسبب الابتذال الممل وافتعال المواقف بل من فرط التكرار واستنساخ المَشاهِد تكاد تتنبأ بالتفاصيل الجزئية لكل حلقة؛ فيقتصر المحتوى المحلي في أحسن حالاته على "اسكتشات قصيرة" مُعدة بطريقة بدائية وضعيفة؛ مثلا تجد بائع خضار يسكن منزلا بروجوازيا فخما، وعائلات تؤدي أدوار مختلفة في منزل واحد بل في الزواية نفسها أحيانا، أو كممثل يؤدي دور شخصيتن مختلفتين بحلقة واحدة في استغباء تام للمشاهد، كلها أخطاء  كثيرة لا حصر لها  تجعل معظم هذه الأعمال جرعة زائدة لا تنافس في أدنى مستويات الدراما الاجتماعية ولا الكوميديا.

وقد شجع الانتشار الواسع مؤخرا للمنصات التفاعلية بفضاءات التواصل الاجتماعي على بعث أمل جديد يتمثل في أعمال محلية ترفيهية أو ذات صبغة هادفة، وإن بدت هي الأخرى في مسطرتها الرمضانية الحالية باهتة مع استثناءات قليلة، فالمنصات المحترفة منصات ذات اهتمامات سياسية أو ربحية وغالبا ما كانت برأس مال أجنبي، أما البقية فلا تقل بدائية بالمرة عن الشاشة التلفزيونية المحلية المحتضرة - سالفة الذكر- إضافة إلى أن برامج هذه المنصات تخلوا من الإبداع بل لا تعدوا كونها استنساخا وتقليدا حرفيا لبرامج تفاعلية إقليمية وعالمية بطريقة أقل جودة وأضعف من حيث المحتوى والفكرة دون أدنى احترام لعقل المشاهد والجمهور فنفس الأسئلة لكل ضيف وإن اختلف التخصص والتوجه والتأثير ليجد المشاهد نفسه متحسرا على دقائق ضاعت غيلة في محتوى لا هو بالاجتماعي المفيد ولا الكوميدي الترفيهي، ناهيك عن المعالجة والتشويق.

ختاما أنوه إلى أن المشاهد الموريتاني لم يعد ذاك المشاهد البدوي البسيط الذي يرضى بكل ما تعرضه الشاشة، بل صار مطلعا على أفضل الأعمال العالمية ذات المحتوى الآسر والخيال الواسع، وبالتالي فهو يتطلع إلى محتوى يرقى للعصر الذي يعيش فيه.