يستعجل بعض رموز المعارضة إطلاق تشاور وطنى، أو حوار جديد بين السلطة وبعض المعارضين السابقين، بغية ترميم الضرر الذى عانوا خلال انتخابات ٢٠١٩، والانتقام من بعض رفاق الدرب، وتقاسم الكعكعة مع الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى.
ولعل إطلاع الرجل على تفاصيل الساحة السياسية، وإدارته للأمور بعقلانية ورزانة يفقد المتحمسين لمنطق الإقصاء كل نقاط القوة التى يحاولون كسبها مع الزمن، ويجردهم من مشروعية الفعل المعارض الذى يحاولون تأميمه، ويمنح الطيف الآخر فرصة التشكل، وإعادة فرز الساحة على أسس أكثر عقلانية وتمثيلا للواقع القائم.
فحوار الأحزاب الممثلة فى البرلمان لم يستطع لملمة شتات الأغلبية والمعارضة، وتطرف بعض القادمين من عمق المعارضة حال دون مراجعات جوهرية كان بعض رموز الحزب الحاكم ينشدونها، بغية إعادة التنسيقية إلى سابق عهدها، وفتحها لبقية الأحزاب، من أجل حوار أو تشاور لايقصى أي طرف.
ولعل الإعلان الذى صدر اليوم عن بعض الأحزاب السياسية المعارضة، سيعيد تدبير الأمور بشكل مختلف، بحكم وجود قوى سياسية معارضة خارج سرب المنسقية، مع عدم إمكانية إجراء حوار جدى أو مقنع من دونها.
فالتشكيل الجديد ضم أبرز رموز الزنوج بموريتانيا (تحالف العيش المشترك) ، ومجمل رموز لحراطين بموريتانيا (مسعود ولد بلخير/ بيرام ولد الداه ولد أعبيدي/ الساموري ولد بيه)، مع حزب يحتكر قيادة المعارضة منذ 2013.
سيكون من اللائق والمناسب لجدية الموقف، أن يبحث الحزب الحاكم عن شريك جدى للحوار قبل الدعوة إليه ، أو تأجيل الحوار إلى إشعار جديد.