يعيش الاعلام الخصوصي في مختلف أنواعه ومشاربه من مكتوب ورقمي وسمعي وبصري أزمة متأصلة وعلى أكثر من صعيد، انعكست على أدائه وعلى مكانة ممتهنيه في المجتمع.
فالإعلام المكتوب انتهى به المطاف الى الاستقالة من انتاج أي جديد، حيث أصبح يكتفي مديره الناشر بالتعاقد مع مصمم يستنسخ له الأخبار والزوايا والمقالات من مواقع الإعلام الرقمي، وما يتبقى لكسب شخصية خاصة لعنوان الصحيفة هو التفاوت فقط تقديم عنوان او ابرازه على الصفحات أو تغيير الصورة المنشورة معه.
أما الإعلام الرقمي فقد توج بأن صارت مجمل مواقعه عالة على أربع أو خمسة مواقع تنشر ما تنشره بالتصرف فقط بالعناوين أو حذف اسم الموقع صاحب الخبر من المحتوى او تغيير الصورة التي نشرت من قبل الموقع الاصلي مع الخبر.
أما الإعلام السمعي البصري فأزمة محتواه ومضامينه ورسالته أعمق ويتجلى ذلك في مسخه كليا حيث أًصبح ينحو لان يستفيد من محتوى مؤسسات اعلامية عمومية كالاذاعة الوطنية مثلا والتي باتت تمده ب 80% أو أكثر من المحتوى الذي ينشره ويذيعه على مدار الساعة.
ونحن نرى أنه على القائمين على الاعلام من رسميين وخصوصيين والمهتمين باستعادة دوره ومكانته في التنوير والبناء، لتدشين اصلاح حقيقي له تحريره من سيطرة النسخ واللصق وذلك باستحداث جائزة رسمية للمحتوى المتميز وكذا الربط بين استفادته من الدعم الرسمي واالمحتوى الجيد، وابقاء الحاجز الفاصل بين الاعلام الخصوصي والعمومي قائما وقويا.