ثار منذ بعض الوقت جدل كبير حول التسمية المناسبة التي يتعين على قادة موريتانيا والسنغال إطلاقها على الجسر الجديد الواقع في روصو والذي يربط بين موريتانيا والسنغال وجرى تدشينه بعيد ذكرى الاستقلال منذ أيام قليلة.
فمن منبري يدعو إلى تسمية الجسر باسم الأمير اعل ولد محمد لحبيب بصفته شخصية جمعت في شخصها لوحدة سياسية نادرة بين بعض مكونات البلدين الجارين في السابق، إضافة إلى البعد الرمزي لهذه التسمية والتي تحيل إلى تبعية الضفة اليسرى لإمارة الترارزة إحدى ابرز الإمارات الموريتانية قبل احتلال فرنسا للمنطقة برمتها.
ومن قائل آخر بأهمية استحضار الموروث الصوفي الذي يجمع بين موريتانيا والسنغال في أكثر من طريقة أو شيخ عند السعي لاختيار تسمية مناسبة لجسر روصو، وهو منحى كان من بين أهم الأسماء التي رشحها مثيروه كتسمية للجسر (جسر الشيخ يعقوب ولد الشيخ سيديا) بصفته إحدى الشخصيات التي يجتمع الموريتانيون والسنغاليون على تقديرها وإكبارها.
ونحن نعتقد في (الرقيب) أن كلتا التسميتين تظلان في التحليل العميق تحيلان إلى نوع من المطالبة بتبني وتحكيم الصبغة الفئوية في اختيار تسمية للجسر، وبما لا تمكن معه أي منهما من تحقيق إجماع ولو محلي على مستوى إمارة الترارزة التي تنتمي إليها هاتين الشخصيتين المرموقتين، ناهيك عن عدم قدرة تحقيق التسمية بأي منهما للإجماع الوطني داخل موريتانيا أو السنغال، وذلك ما دام أن مقترحي التسمية بهما يحصران الخيارات على أشخاص من ولاية واحدة في موريتانيا وكأن الولايات الأخرى غير معينة بان يسمى عليها جسر له صفة رسمية يرغب فيها أن تعبر عن كيان جامع وليس كيان فئوي أو مناطقي.
ونخلص من كلما سبق أن أحسن تسمية يمكن أن تخرجنا من كل هذه الحسابات والإشكالات التي تثيرها وتغذيها التسميتان السابقتان وتحضران لتأبيدها باختيار أحدهما اسما للجسر، هو الاسم الذي أطلقه البعض بشكل عفوي عليه من خلال تسميته ب(جسر الأخوة) حيث يتعلق الأمر برأينا في أحسن تسمية هي ادعى لتحقيق الإجماع الوطني من جهة في كل البلدين عليها ،وتحفيز التعاون والتضامن بين مختلف المكونات الشرائحية والمناطقية في البلدين من جهة ثانية.