ذهب بطعم الموت

سبت, 12/02/2022 - 14:22

مرة أخرى يحصد تنقيب اللاهثين وراء الذهب ضحايا جدد ما فتئوا يتكاثرون بفعل الإعلان المتكرر عن وفيات قضى أًصحابها في مغارات ظنوا انها ستمنحهم وذويهم سعادة وتؤمن لهم حياة كريمة لا موتا (استثنائيا) يضع حدا لحياتهم قبل أن تتحسن أو تقترب من ذلك.

رئيس الجمهورية هذه المرة قدم تعازيه لأسر الضحايا بعد أن اقتصرت التعازي الرسمية سابقا في الغالب على إدارة شركة معادن موريتانيا، وهو ما يعني في دلالته أن الإشعار بفداحة ضريبة التنقيب التي يدفعها العاطلون عن العمل قد وصل إلى أعلى سلطة في البلاد.

ما ننتظره في الرقيب، وينتظره كل مواطن موريتاني شريف أن تفعل الدولة من استراتيجياتها لتشغيل العاطلين بعد أن وصل الإشعار إلى الرئاسة من مخاطر تركهم امام احتمالات في مقدمتها التنقيب، وأن تضاعف الحكومة من استثمارها وقروضها في هذه الاتجاه حتى تحد من أعداد المغامرين من الشباب وغيرهم الذين لا يجدون الآن أمامهم من فرص التشغيل الواعد بدخل جيد، غير التنقيب عن الذهب الذي يظل في حقيقته - بالنسبة لهم - ذهبا بطعم الموت.

كما ننتظر أن تضع الوزارة الوصية توصيات وتفرض نوعا من المعدات يجب على المنقبين حفظا لحياتهم أن يلتزموا بها حتى لا يتحول عملهم في التنقيب عن الذهب إلى (بحث محقق عن التهلكة).

كما نتوقع أولا وأخيرا أن تقوم الحكومة وشركة معادن موريتانيا كلهم من جهته بتقديم مساعدات سخية لأسر الضحايا الجدد والقدماء واللاحقين، وأن تعمل بصفة جدية على التحقيق في أسباب وفيات التنقيب وايجاد علاج ناجع لها بضمانات موثوقة تمنع تكرارها.

الرقيب