نشهد في بلادنا كل سنة بمناسية عيد الاستقلال الوطني اطلاق حملة من التوشيحات يباشر ابرز مكوناتها رئيس الجمهورية بنفسه حيث يكون ذلك ضمن تظاهرة رفع العلم التى تقام في القصر الرئاسي الموريتاني بحضور السلك الدبلوماسي ..وهو الإجراء الذي يعقبه قيام الوزراء - بدورهم - بتنظيم كل منهم حفلا على مستوى الوزارة التابعة له بهدف توشيح بعض العاملين فيها ومن مختلف المستويات.
ولاهمية التوشيحات الرسمية وما تحمله من دلالة رمزية بتقدير الدولة لجهود المتميزين في البذل والعطاء، ومن رد الجميل لمن قدموا اسهاما معتبرا للوطن خلال مسيرتهم العملية فإننا نقترح ضرورة اخضاعها لشروط صارمة يحرص على ان تراعي اعلى الجهات احترامها وذلك حتى لا يفقد التكريم معناه ويتحول الى مناسبة سنوية العامل الابرز انتقاء الموشحين فيها عائد إلى المحسوبية والصداقات وليس التميز والاستحقاق.
وفي هذا الإطار نقترح تشكيل لجنة وطنية على مستوى رئاسة الجمهورية تكون مهمتها تزكية الترشيحات المقدمة من قبل القطاعات الوزاؤية للتوشيح، على أن يكون لتلك اللجنة الحق في طلب ترشيح المواطنين لمن يرونه مؤهلا للتكريم وذلك عبر منصة رقمية مخصصة لهذا الغرض.
ولا ريب ان اشراك الجمهور في اختيار الموشحين، ورقابته على عمل اللجنة من خلال المنصة الرقمية، ورقابة اللجنة على مقترحات القطاعات ستمثل مجتمعة آلية مناسبة لفرز عناصر مؤهلة بجدارة للتوشيح على مستوى كل قطاع، وبما يعزز من مصداقية التوشيح ويعمل على تحقيق ما يتوسل به إليه من حث على التفاني والإخلاص في العمل ومن تقدير للموظفين العموميين على هذه الاسس فقط.