جاءت تصريحات رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية/ AJD MR إبراهيما مختار صار بأن (الأوضاع الراهنة في البلاد تتسم بتحييد المعارضة وتقليص هامش الحرية ووصول الإقصاء والقمع إلى مستوى غير مسبوق)، مفاجئة في حدتها وتوقيتها والمناسبة التي اختارها صار لتمرير رسالته السياسية.
فمن حيث الحدة تعتبر التصريحات الاكثر تشنجا التي تصدر من زعيم سياسي معارض، حيث تتفوق في حدتها على تصريحات السياسي والحقوقي بيرام ولد الداه اعبيدي والتي اكتفى في آخرها باعلان الاحباط من اداء غزواني، ونعته بانه اسير لجهات لا ترغب في تحقيق اصلاح سياسي ولا في انصافه هو ومجموعته بالترخيص لحربهم (الرك)، وبما يفيد أن تصريحات بيرام في آخرها تبقى تحمل نوعا من الامتنان لنظام غزواني بعد ان قبل الترخيص لحركة ايرا التي يرأسها بيرام.
أما من حيث التوقيت فتجيئ تصريحات صار في وقت عرف تقاربا غير مسبوق من رئيس البلاد مع المعارضة الراديكالية جعلها تتوقف عن انتقاد نظام الحكم وهو مقف حملت تصريحات صار الأخيرة نوعا من الادانة له بحديثه عن (تحييد المعارضة) في المشهد السياسي الحالي، وبما يفيد أن صار بات يأخذ مسافة من تلك المعارضة الراديكالية لابلاغ رسالته الخاصة الى غزواني والذي سبق ان التقاه من قبل في اطار لقاءات خص بها مجمل الرموز السياسية الاساسية في المشهد السياسي الوطني.
أما من حيث المناسبة فقد اختار صار لتصريحاته الجديدة ان يطلقها عبر مؤتمر حزبه الاول وهو المؤتمر الذي جاء اياما قليلة بعد توقيعه شراكة سياسية انتخابية في اطارائتلاف التعايش المشترك مع السياسي با ممادو ألسان، وبما يعزز سعي هذه التحالف وزعيمه مختار صار ليكون الممثل الابرز للمكونة الزنجية في موريتانيا في الانتخابات البلدية والجهوية والتشريعية المرتقبة خلال أشهر قليلة.
ولا يعرف ما اذا كان الغرض من تصريحات صار ارسال رسائل مزدوحة لكل من النظام والمعارضة، بهدف دفع غزواني لاستقباله وخصه وحزبه بمكاسب يستفيد بموجبها من تعيينات لبعض اطره في وظائف الدولة او تقديم عرض لحزبه للانضمام الى الاغلبية الداعمة له.
أما الرسالة التي ينتظر ان تصل الى المعارضة من تصريحات صار فهي أنه بات مستعدا للانخراط في أقوى تحالف راديكالي مناؤئ لنظام غزواني والذي بات يمثله حزب تواصل وبعض المكونات السياسية الجديدة التي لم تحصل على ترخيص بتشكيل احزاب سياسية خاصة بها، وذلك لتنسيق عملها للخروج بأكبر نتيجة ممكنة في الانتخابات البلدية والجهوية والتشريعة القادمو.
وفي انتظار أن تتضح الاهداف الحقيقية لصار من تصريحاته الاخيرة يبقى رد فعل النظام عليها هو أهم ما ينتظره المراقبون للتنبأ بما يمكن ان يكون لها من نتائج على تشكلة المشهد السسياسي قبل وبعد الانتخابات المرتقبة.
محمد بابا موهدا