بحصانته البرلمانية في حين تسحب الحصانة من نائب آخر لانه قام باسقاطات خاطئة, مع ان نيته وقصده ليس المساس بشخص فخامة رئيس الجمهورية ، و إنما هي زلة لسان قوية وخطأ كبير، فعلي النائب محمد بويه التوبة من ذاك الذنب , ألا و هو إعادة اسماع الناس ما قال المسيئ لنفسه او المسيئة في حق سيد الخلق عليه الصلاة و السلام .
لا بد من تقليص الفوارق بين رواتب موظفي الدولة, بدءا من رئيس الجمهورية و الجنرالات و الوزراء ، فلا معنى لهذه الفوارق الكبيرة في الرواتب , الجنرال مقارنة براتب عقيد و مقدم ، فجوة كبرى مئات الآلاف ، راتب الوزير الاول و الوزراء يفوق الامناء العامون و المدراء بمئات الآلاف ، و ابعد من ذلك ، فكيف يكون الفرق بين راتب بواب الوزارة و راتب الوزير, فرق بالملايين , فوارق قوية غير مقبولة ، وهي ظلم في حق الموظفين و قلة عدل و انصاف ، فالكل موظفون للدولة ، و الكل رجال ميدان بعضهم يخدم تحت الشمس و بعضهم يخدم في الظل و بعضهم يخدم تحت الظل و لنحسن الظن به , وانه ان شاء الله صالحا.
ايقاف التقاعد المبكر و تمديد سنين التقاعد لكبار ضباط الجيش و رجال الامن و الاطباء و المهندسين و الاساتذة و المعلمين و كل موظفي الدولة القدامى و الذين مازالوا يستطيعون مزاولة مهامهم , فالدولة لا زالت في حاجة لهؤلاء كي يأطروا هذا الجيل من الشباب علي الادارة و أساليب العمل .
فللأسف و لعدة أسباب و علي رأسها التعليم , فقد طلع هؤلاء الشباب بمستويات ضعيفة, لا يفهمون لا في الادارة و لا حتي في التخصصات التي يحملون شهاداتها , فتجد احدهم مهندسا و ما هو بمهندس , طبيبا وليس بطبيب ، دكتورا و ما هو دكتور , واقع حاصل، و لكن في الأمة خير و سيجتهد الأهالي ويسهرون علي المزيد من تعليم أبنائهم من هذا الجيل حتي يصبحوا مؤهلين لتولي الإدارة و تحمل المسؤوليات .
و لهذا ، فالدولة مطالبة بالإبقاء علي طاقمها القديم من الموظفين أمام هؤلاء الأطر من الشباب حتي يتعلموا الادارة و احترام مواقيت العمل وهيبة الدولة و الخوف من التلاعب بالمال العام لتفادي التعرض لعقوبة الدولة تجاه الموظف ، سوآءا كان وزيرا ، مديرا ، بوابا ، بدءا بحلاقة رأسه و خروجه لتنظيف شوارع العاصمة , الي سجنه , الي دفعه غرامة الي سحب رخصته , رخصة طبيب اسنان ، سحب رخصة جراح دماغ ، رخصة محاماة ، رخصة هندسة معمارية , سحب رخصة قضاء اذا ثبت تلقي صاحبها رشاوي ، رخصة مفتي اذا تلاعب بالفتوى ، رخصة امام مسجد اذا تهاون بنظافته و نظافة مسجده وهكذا حتي يستوعب هؤلاء الشباب مفهوم الدولة و الادارة و الصرامة في تطبيق مبدأي العقوبة و المكافأة , عندها ، يكون لتقاعد الجيل القديم معنى ، اما الأن فالوقت غير مناسب ، بل ان التمديد ضرورة لتماسك الدولة و استمراريتها .
ولتعزيز الرقابة علي المال العام و مشاريع الدولة ، فلا بد من انشاء مجلس عسكري رقيب , من ضباط الجيش و ضباط الصف من القوات المسلحة , فهي الكيان الوحيد المتماسك في موريتانيا ، يليها في التماسك شركة سنيم ، غير ذلك فقد عرف مدا و جزرا ، وستكون مهمة هذا المجلس العسكري متابعة مشاريع الدولة ، من بنى تحتية , طرق ، جسور ، وحدات سكنية ، مطارات ، منشآت حكومية ، والقيام بزيارات ميدانية للاطلاع علي مراحل تقدم المشاريع ومدى تقيدها بالجداول الزمنية , والتدقيق في التمويلات المخصصة و ما صرف منها ، واصدار التعليمات بأن اي خلل في ذلك ، فان الموظف المسؤول و صاحب المقاولة سوآءا كان مواطنا او أجنبيا يكون قد عرض نفسه لعقوبة قصوى من طرف هذا المجلس العسكري ، قد تصل للإعدام ، لأن التلاعب بالمال العام يعد جريمة كبرى وخيانة عظمي للبلد .