يجري رئيس الجمهورية منذ بعض الوقت زيارات مفاجئة لبعض المرافق والمشاريع قيد التنفيذ وهي الزيارات التي تهدف حسب المعلن عنه الى تفقد مستوى جودة الخدمات المقدمة ومدى التقدم الحاصل في تنفيذ المشاريع.
ويظهر اللجوء إلى هذه الٱلية وجود خلل في عمل المرافق لا تنفع فيه الاجراءات والآليات المتبعة لضمان فعالية الادارة والاشراف الذي رتكزي عليه بنيتها بوجود مراقبة تراتبية للاعمال تعمل من اعلى مستوى ٱلى ادنى مستوى على ضمان انجاز الاعمال في الاوقات وبالجودة المحددة لها. مع دعم وحفز ذلك بهيئات تفتيش داخلية الهدف منها التدخل لسد اي خلل يلاحظ في الاشراف والتحرك لتلافي ما قد ينشا ويترتب على ذلك من تقصير او ضعف في الاداء او تدن في النتائج.
ولعله من البين ضرورة تنبيه السيد رئيس الجمهورية على الملاحظة السابقة لأن الطبيعي هو العمل على تفعيل دور الأجهزة الإدارية من تنفيذ ومراقبة وتنفتيش لتشتغل من تلقاء نفسها وليس بوجود صيغ إضافية - مثل الزيارات المفاجئة وما عداها - لتحفيزها حتى تعمل..وهو ما تظهر التجربة الافتقارا الى بعض مقوماته بما كشفته تصريحات الرئيس.. وبالتالي ضرورة التدخل لتصحيحه بالإجراء الإداري المناسب كما هو متبع في علم الإدارة.
ما نريد ان نخلص إليه في (الرقيب) هو التأكيد على أن الزيارات المفاجئة هي ٱلية استثائية واللجوء إليها يكشف نوعا من البحث عن الحلول الآنية للرقابة ودفع المصالح على القيام بمسؤولياتها في جو غير الجو العادي..وهو إجراء يبقى بديله المناسب هو البحث في الاختلالات البنيوية والوظيفية لمعالجتها بمراجعة هيكلة الإدارةة وتوزيع الادوار والصلاحيات ومنح الوظائف لمستحقيها على اساسي الكفاءة والخبرة.