تسارعت بشكل دراماتيكي لافت اعداد الاصابات المسجلة بفيروس كورونا في موريتانيا بعد ان سجلت المصالح المختصة خلال اليومين الاخيرين (دفعة واحدة) نسبة تقترب من 45% لمجموع الاصابات المسجلة على مدى الاسابيع المنصرمة، مع ارتفاع معدل الوفيات نتيجة المرض الى 4% من مجموع الاصابات.
وتعتبر الارقام المسجلة أخيرا مقلقة حيث انتقلنا الى
131 اصابة خلال 48 ساعة بعد ان كنا عند حاجز 292 اصابة سجلت على مدى اسبوعين، الامر الذي يعني ازدياد مؤشر القدرة على العدوى للحالات الجديدة بشكل غير مسبوق.
ويرى المراقبون أننا أمام احتمالين لتفسير الارقام الاخيرة، يقوم احدهما على فرضية صرامة الوزارة في احصاء مخالطي الحالات المسجلة والتعامل السريع معها بتحديد اماكن المخالطين وعزلهم سبيلا لاخضاعهم للفحص، وبالتالي بجعل هذا الاحتمال الارقام المعلنة تبقى تمثل مجموع ما يمكن ان تسفر عنه الحالات المكتشفة من اصابات في احسن الحالات، او في غالبيتها العظمى في ادنى الحالات.
اما الاحتمال الثاني فينحو نحو القول ان الاعداد الجديدة هي نتاج تراكم لمخالطين سابقين لم تصل الوزارة اليهم وبالتالي تقدموا من تلقاء انفسهم بعد الاعلان عن اصابة اقارب او اصدقاء او زملاء لاجراء الفحص لهم لتتاكد اصابتهم، وهو مؤشر يعني ان حالات كثيرة بقيت خارج الحصر الذي تباشره الوزارة عند التعامل مع حالات جديدة فيى كل مرة، وبكلما يعنيه ذلك من قدرة هذه الحالات التي لم تصنف على نشر الوباء بعيدا عن رقابة فرق وزارة الصحة نتيجة تحول هؤلاء ومن يعدونهم الى حالات مجتمعية تقوم بدورها بانتاج حالات جديدة باستمرار.
ويبقى على الوزارة ان تستعد لتضاعف الحالات الذي يطرحه الاحتمال الثاني خلال الاسبوعين خصوصا بعد ان بات مطروحا تجاوز الطاقة الاستيعابية لاهم مركز للحجز للوزارة بمقدار 800 شخص وذلك خلال خمسة أيام على الاكثر اذا استمرت اعداد الحالات على ما هي عليه من تسارع دراماتيكي خلال اليوم الاخيرين.
كما يطرح الازدياد المتسارع للحالات في الاحتمال الثاني ضرورة زيادة الوزارة لعدد الفحوص للقدرة على فحص اكبر عدد من المخالطين وغيرهم (والتي من المهم ان تصل الى فحص من 20 الى 40 مخالط لكل شخص تتاكد اصابته)، وهو تحدي سيكون حاسما للحد من تفشي الحالات وتطويقها بسرعة بالوصول الى اكبر عدد مصاب من المخالطين والحالات المجتمعية، وبما سيمكن من السيطرة على معدل العدوى المتسارع بالفيروس وخفضه الى اضعف نسبة، مع أهمية ان تسعي الوزارة الى خفض نسبة الوفيات الى حدود 2% التي تعتبر المعدل العادي عالميا من مجموع الاصابات بسرعة الوصول الى المصابين وهم في بداية العدوى بالفيروس