يوم الجمعة الماضي، كنت أزور قريبا في مستشفى القلب، فجاءني شخص أسمر اللون، رث الملابس، عليه ملامح السهر والتعب، هرع إلي وقال بعد التحية : السيد الوزير، لدينا هنا امرأة تعاني معاناة شديدة وحالتها الصحية تستدعي عملية جراحية في أقرب وقت ممكن. والأمر يتطلب دفع مبلغ لا قِبل لنا به. جعلك الله على طريقي، فأرجوك المساعدة والعون. حيرني الأمر وارتبكت قليلا ثم قلت له: مع الأسف ليس معي في الحال إلاّ نصف المبلغ أو أقل قليلا. بادرني بالقول: إن وزارة الشؤون الاجتماعية تساعد المعوزين عادة.. قلت في نفسي الله الله، ماذا عسايَ أفعل؟ اليوم يوم الجمعة، والوقت ضيق، وعهدي بالوزارات بطيئة فيما تقوم به وكسولة و ممركزة جدا.. وعهدي بها ليست بالدرجة من الاهتمام والمسؤولية والمثابرة التي تجعلها تهتم وتحل هذا النوع من المشاكل المستعجلة في يوم عطلة.. طافني هذا الشعور، ولكنني لما نظرت إلى حال الرجل قررت أن أجرب حظي وأطرح الموضوع على الوزارة "لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"، فيذهب الهم ويزيل الحزن عن هذه المرأة المريضة.
أخرجت الهاتف من جيبي وطلبت الوزيرة على رقم gfu دون أمل في الرد؛ بل كنت في حالة يأس وقنوط. رن الهاتف مرتين أو ثلاثة، فإذا بالوزيرة على الخط، قلت في نفسي : أول الغيث قطرة، عرضت عليها الموضوع بالتفصيل. استمعت إلي بهدوء، ثم قالت : "نحن هنا لأجل المعوزين والمحتاجين". وأعطتني بسرعة رقم المسؤول عن معالجة هذا النوع من الملفات في الوزارة. وقالت "إنه كفيل بإجراء اللازم". أخذت رقم تلفون الموظف المعني، وأعطيته للرجل الواقف معي في المستشفى، وطلبت منه إشعاري عبر التلفون بما يؤول إليه الأمر. وسبحان الله العظيم، في نفس الليلة (السبت) أخبرني بأن العملية الجراحية تمت بنجاح و أن كل الأمور تمت تسويتها مع مندوب الوزارة بهدوء و مسؤولية ولطف. وأضاف: لقد تابعت الوزيرة قضيتنا من الألف إلى الياء. ورافقت الموظف عبر الهاتف طيلة الإجراءات لحظة بلحظة. وهكذا ينبغي أن يكون الوزراء في القرب من المواطن واحترام الضعفاء.
شكرا معالي الوزيرة.
الله يحفظك و يرعاك.