لفرنسا، ففي رأيي، بالمعنى الدقيق للكلمة، لا توجد مشاعر مناهضة لفرنسا. أفضل أن أتحدث عن سوء تفاهم مرحلي، كما هو الحال أحيانا بين الأصدقاء القدامى.
وأفسر ذلك بالانتظارات التي أعتبرها مفرطة لدى بعض السكان الأفارقة تجاه دولة صديقة تاريخيا. وبطبيعة الحال، فإن الماضي لا يمر دائما، ولكن في رأيي أن أفريقيا كانت تنتظر الكثير من فرنسا. ومن ثم، لنكن حذرين، هناك، في الوقت نفسه، استياء في الراي العام الأفريقي بشأن نوعية إدارة الشؤون العامة من حيث الحكم والديمقراطية في بلداننا. وبالتالي فإن الاحتجاج يستهدف متلقين اثنين. وأضيف أن هذا الشعور المزعوم "المعادي لفرنسا" لا يظهر في موريتانيا، لأن الاحترام والصداقة كانا دائما يحكمان العلاقات بين فرنسا وبلدي.
- لوفيغارو: كيف تواجه موريتانيا موجة الهجرة القادمة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؟
- محمد ولد الشيخ الغزواني: لدينا نوعان من المهاجرين. فمن ناحية، أولئك الذين يصلون من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عن طريق البحر للالتحاق بأوروبا، عبر جزر الكناري. لقد تزايد عددهم وأثقل كاهل مواردنا المخصصة للمراقبة.
وهناك أيضًا لاجئون فارون من الهجمات في منطقة الساحل، وأغلبهم من الماليين، الذين يتدفقون إلى مخيم امبره في شرق موريتانيا، وأغلبهم لا يسعى إلى الهجرة نحو أوروبا. وقد تضاعف عددهم خلال عام واحد ليصل الآن أكثر من 100 ألف فرد. ولا توجد مدينة موريتانية مأهولة بهذا القدر من السكان، باستثناء انواكشوط. لقد كلفنا هؤلاء المهاجرون كلفة باهظة الثمن، وخاصة فيما يتعلق بالأمن، فكيف يمكننا التعرف على الارهابيين المحتملين بينهم؟
إن لدينا فيما يتعلق بالجانب الإنساني، مساعدات جديرة بالثناء، ولكنها غير كافية، من وكالات الأمم المتحدة. إن ظاهرة الهجرة التي من المحتمل أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار تقلقني كثيرًا..
- لوفيغارو: إن علاقات فرنسا مع كل من المغرب والجزائر صعبة، و تزداد تعقيدا بسبب قضية الصحراء الغربية. ما هو موقفكم من هذا الموضوع؟
- محمد ولد لشيخ الغزواني: لقد ظلت موريتانيا تقليديا، متمسكة دائما بموقف الحياد فيما يتعلق بهذه القضية. وقد حافظنا منذ 2019، على هذا الحياد -دون أن يعني ذلك عدم الاكتراث- مع جعله إيجابيًا. أما بالنسبة للعلاقات بين فرنسا والمغرب، فلم يطلب منا أحد أي شيء، علاوة على ذلك، كما أنه لا علم لنا بوجود خلاف بين هذين البلدين.
بل نعتقد أن ما يربطهما أقوى مما يمكن أن يفرقهما. كما أننا على استعداد دائمًا للعب دورنا كأصدقاء، لكنني أعتقد أن لا فرنسا و لا المغرب بحاجة إلينا للتحدث بعضهم لبعض. إنه بالرغم من وجود خلافات بين الدول الصديقة، فإن حكمة القادة قادرة بشكل دائم على حلها. وفيما يتعلق بموريتانيا فهي حلقة وصل بين العالم العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. إنها تبذل قصارى جهدها للجمع بين الإثنين.
- لوفيغارو: هل لا يزال لفرنسا مستقبل في أفريقيا؟
- محمد ولد الشيخ الغزواني: إنها الدولة الغربية التي تعرف أفريقيا أفضل من غيرها، والتي تربطها بها علاقة استثنائية. إن فرنسا لديها تاريخ مشترك مع أفريقيا، وبالتالي لها مستقبل. إن لدينا مع أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، ماضٍ مرتبط ليس فحسب، بل أن جغرافية وثقافة وحضارات عوالم البحر الأبيض المتوسط تجبرنا على مواجهة تحديات اليوم والغد معًا.
ومع ذلك، إذا كان لفرنسا مستقبل واضح في أفريقيا، فيجب أن يكون لأفريقيا مستقبل أيضًا في فرنسا وأوروبا والغرب. وهذا المستقبل مشترك ولا يجوز تصوره على حساب الآخرين، لا في هذا الاتجاه ولا في الآخر. ويتعين علينا أن نعيد بناء هذه العلاقة على أساس ما هو موجود بالفعل وإيجابي، وليس فقط على المستوى العسكري، حتى تكون النتيجة مربحة للجانبين. إن علينا معًا أن نتصدى للتحديات المرتبطة بتصاعد تيارات الكراهية في أوروبا وإفريقيا، والقضايا الأساسية مثل الهجرة والتعاون بين الشمال والجنوب، من أجل هيكلة استجابات مشتركة تتسم بالاحترام المتبادل والعدالة و"الإنصاف".
- لوفيغارو: هل ستترشحون لإعادة انتخابكم في 2024؟
- محمد ولد الشيخ الغزواني: سأستجيب لإرادة الأغلبية والشعب.
- لوفيغارو: بمعنى أنكم ستترشحون ؟
- محمد ولد الشيخ الغزواني: الأمر متروك لك لتأويله.